بمناسبة يوم البيئة العربي وقفة امام مشكلة التلوث المائي
joud الاشراف على الابداع
عدد المساهمات : 232نقاط : 434السٌّمعَة : 0العمر : 32
موضوع: بمناسبة يوم البيئة العربي وقفة امام مشكلة التلوث المائي الخميس نوفمبر 10, 2011 10:24 am
بمناسبة يوم البيئة العربي
وقفة امام مشكلة التلوث المائي
بقلم : الدكتور سعيد ابو عباه
يحتقل العالم العربي سنوياً بيوم البيئة العربي في الرابع عشر من شهرتشرين أول (اكتوبر)، وحدد هذا اليوم تخليداً لمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لوزراء البيئة بالدول العربية في تونس، وصدور قراراته في 1986/10/14 . وتتبنى جامعة الدول العربية كل سنة شعاراً بيئياً من أجل تركيز الإهتمام عليه، وذلك من أجل أن يشعر كل إنسان في الأرض العربية أنه ينتمي لبيئه واحدة، ومن أجل تنسيق الجهود العربية لتطويق الأخطار البيئية ومنعها.
وقد رأيت في مقالي أن أثير الإهتمام حول مشكلة بيئيه خطيرة من وجهة نظري وهي مشكلة التلوث المائي.
فقد قال تعالى :" وجعلنا من الماء كل شئ حي" هذه الآية الكريمة تصور لنا أهمية المياه في بعث كل مظاهر الحياه على سطح الارض. ومن ثم كان الحرص على وجود المياه ونظافتها وصيانتها والحفاظ على توازن نظامها البيئي أمر تقتضيه استمرارية الحياة، لذلك يعتبر التلوث المائي من أخطر المشكلات البيئية والذي أصبح يهدد حياة الإنسان في مشربه ومأكله إلى جانب تأثيره في كثير من مظاهر الحياة الاخرى.
ويقصد بالتلوث المائي إحداث تلف أو فساد في نوعية المياه مما يتسبب عنه تدهور نظامها البيئي بصورة أو بأخرى لدرجة تصبح المياه ضارة أو مؤذية عند إستخدامها، أوغيرقادرة على أن تتعامل مع الفضلات العضوية والكائنات الدقيقة التي تستهلك الاكسجين. إذ يعتبر إستنزاف الأكسجين من المياه على سبيل المثال تلوثاً إذا كنا ننظر لهذه المياه كمصدر للأسماك. كما تعتبر زيادة نسبة الكيماويات المختلفة تلوثاً إذا ما نظرنا إلى المياه كمصدر رئيسي للشرب أو لري المحاصيل.
ومما يجدر ذكره أن درجة من درجات التلوث للمياه مطلوبة لأن المياه النقية لا توجد إلا في المعامل فقط، فليس هناك مياه طبيعية نقية تماماً، ولكن بشرط ألا تتعدى الملوثات الدرجة الآمنة حفاظاً على النظام البيئي الطبيعي للمياه.
ومن أجل تحديد نوعية المياه، تجري عليها إختبارات كيميائية أو فيزيائية أو حيوية وتهدف هذه الإختبارات إلى تحديد صلاحية المياه أو عدم صلاحيتها للإستعمالات المختلفة كالشرب أو الزراعة أو الصناعة بحسب المعايير الخاصة المتبعة، وإلى تحديد درجة التلوث ونوعه ودرجة المعالجة اللازمة للتخلص من الملوثات الموجودة في المياه، وإلى الحكم على كفاءة المعالجة في محطات التنقية.
أسباب التلوث المائي ومصادره :
1) النفط : يعتبر النفط ومشتقاته من أهم مصادر التلوث المائي، وينسكب النفط أو مشتقاته إلى المسطحات المائية إما بطريقة عفوية أو إجبارية وتسهم ناقلات النفط بدور كبير في تلويث المياه بما ينسكب منها عادة من نفط أثناء عمليات الشحن والتفريغ وتنظيف الخزانات أو حوادث تصادم الناقلات أو انفجارها او حتى حوادث انفجار حقول النفط ذاتها. ومما يعكس خطورة التلوث بالنفط سرعة إنتشارها على سطح الماء وتكوين طبقة رقيقة يصل سمكها إلى 2سم تعمل على عزل المياه عن الغلاف الجوي ومنع تبادل الغازات بينهما كما يرسب الجزء الباقي من النفط إلى قاع البحر مما يسبب حدوث نقص حاد في الأكسجين الذائب في الماء.
2) مخلفات المصانع: وتشمل هذه المخلفات على المواد العضوية وغير العضوية والسائلة والصلبة. وتأتي خطورة هذه المخلفات في أنها تفسد طبيعة المياه وتحولها إلى كثير من الأحيان من مياه باعثة على الحياة إلى مياه مسببة للمرض والموت فهذه المخلفات سامة جداً للأحياء المائية وضارة أيضاً بالإنسان.
3) نفايات المدن: وتتمثل نفايات المدن في مياه المجاري الصحية والقمامة وعادة ما تستخدم المسطحات المائية كمستودع لإلقاء هذه النفايات. وليس ثمة شك أن إلقاء هذه النفايات يفسد المياه، حيث تفقد المسطحات المائية قدرتها على إعالة الأحياء البحرية فضلاً عن تلوث المياه بالكثير من الميكروبات والفيروسات.
4) الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية: حيث يتسرب جزء من الكيماويات المستخدمة في الحقول عن طريق صرف بعض مياه هذه الحقول الزراعية نحو الأنهار والشواطئ المتاخمة وتعمل هذه المواد على تنشيط نمو الطحالب والأعشاب المائية في المياه وبعضها يكون سام كالنيترات.
5) الكائنات الحية المسببه للأمراض: وتشمل على الكائنات الدقيقة الممرضة والطفيليات التي تصل إلى الماء مع فضلات الإنسان والحيوان وتنتقل هذه الكائنات الممرضة إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق شربه للماء الملوث بها.
6) المواد المشعة: تشمل على المواد الناتجة عن عمليات إستخراج وتصنيع خامات المواد المشعة وبعض الأجهزة الطبية والبحثية والمفاعلات النووية وغيرها.
ومن هنا نجد أن التلوث المائي يتباين في مصادره وأسبابه من بيئة لأخرى وهو يحمل للإنسان الكثير من المخاطر التي تهدد حياته ومصادر غذائه.
وفي فلسطين هناك العديد من المصادر التي تعتبر الأسباب الرئيسية لتلوث المياه، أهمها:
1) المياه العادمة غيرالمعاملة، والتي تترك لتتدفق خارج التجمعات السكنية في قنوات مكشوفة وفي الأودية وعبر الأراضي الزراعية مما ينتج عنه تلوث المياه السطحية والبحرية.
2) المخلفات الصلبة المتراكمة والتي ينتج عنها مواد سامة كالنيترات والتي يمكن أن تصل للمياه الجوفية عن طريق الارتشاح.
3) الاستعمال المفرط للمبيدات الكيماوية والاسمدة والتي يمكن ان تصل للمياه الجوفية عن طريق الارتشاح او عن طريق المياه العادمة الزراعية.
4) الملوثات الصناعية للمياه: حيث ان الكثير من المصانع نشأ في فلسطين بالقرب من المناطق السكنية وهي مرتبطة مع شبكات الصرف الصحي للبلديات.
1) اتلاف نوعية المياه مما يجعل استخدامها للشرب او في مجال الزراعة او الصناعة محفوفاً بالمخاطر.
2) انتشار ظاهرة الاسماك الميته التي تقذفها حركة الامواج على شواطئ البحار والانهار.
3) استنزاف الاوكسجين من المسطحات المائية وفقدانها لعناصر الحياة.
4) فقدان الشواطئ اهميتها الاقتصادية والترفيهية نتيجة التلوث .
مواجهة ومعالجة مشكلة التلوث المائي :
المسطحات المائية كما اشرنا تتعرض الى العديد من مصادر التلوث منها التلوث البكتيري الناجم عن فضلات الانسان والتلوث الكيميائي الناجم عن المواد البترولية او المنظفات الكيماوية او الفضلات الكيماوية والتلوث بالمواد المشعة وغيرها ويمكن ايجاز اهم الحلول التي تم التوصل اليها حتى الآن في مواجهة هذه المشكلات فيما يلي:
1) استخدام المذيبات الكيماويه لترسيب النفط في قاع البحار او المحيطات وقد استخدمت مثل هذه المذيبات في بريطانيا عندما انفجرت ناقلة النفط ثوري كاينون.
2) منع ناقلات النفط والسفن الكبيرة من التخلص من نفاياتها النفطية بالقائها في المياه والزامها بان تتزود بجهاز لتنقية مياه الموازنة من النفط قبل القائها في البحار.
3) عدم القاء مياه المجاري الصحية في المسطحات المائية قبل معالجتها.
4) عدم القاء مخلفات المصانع السائلة قبل معالجتها وتقليل نسب الملوثات فيها بما يضمن استمرار الحد الآمن.