موضوع: لماذا الابتعاد عن : القراءة و الثقافة ؟ الجمعة يوليو 15, 2011 6:17 pm
لماذا الابتعاد عن : القراءة و الثقافة ؟
ابتعد الشباب و الطلبة في مجتمعاتنا عن قراءة الكتب و المطالعة بشكل كبير أثر على عدد الكتاب و عدد الكتب المطبوعة ( مع وجود عوامل أخرى لذلك ) فنادرا ما تصادف شابا حتى في الجامعة قرأ كتابا خارج كتبه المدرسية و الجامعية مما يعني تدني المستوى الثقافي العام للمجتمع و للشريحة الشابة بشكل خاص و النتيجة : المجتمع يسير إلى الوراء و إلى انقسام لطبقتين : الأولى قليلة العدد ذات كفاءات علمية و ثقافية كبيرة جدا و الثانية كثيرة العدد فيها من هو ذو كفاءة علمية و من لا يملكها لكن يجمعهما قلة القراءة و الثقافة العامة ( لا يعرف خارج اختصاصه شيئا ) و هذا الامر كارثة حقيقية للمجتمع و الوطن ! دعونا نبحث عن الأسباب التي تقود لمثل هذه الظاهرة :
أولاً : السبب المادي : في البلدان الفقيرة مثل سوريا - مصر - العراق ..... حيث قد لا يملك الشخص ما يمكنه من العيش مع عائلته دون أعمال إضافية و و و ... فلا تكون القراءة و المطالعة من أولوياته أو من اهتماماته .. لكن هذا السبب ليس مقنعاً فنشاهد دولا كدول الخليج العربي الغنية جدا و فيها نفس الحالة , كما نشاهد دولة مثل موريتانيا فقيرة في اقتصادها لكن أهلها جميعهم مثقفون يكتبون و يقرؤون و يشاركون في النشاطات السياسية ( قد لا يخلو منزل من سياسي أو ناشط حزبي أو أديب أو مثقف )
ثانياً : انتشار مبدأ " من تمنطق فقد تزندق " : هذا المبدأ الذي عملت على نشره الدولة العثمانية لمنع الشعوب الخاضعة لسلطتها من التفكير و الكتابة و نشرا للجهل حتى تمنع ثورتهم ضدها ... و قد بقي هذا المبدأ قائماً إلى الآن في كثير من الدول و خاصة في منطقة الخليج العربي ... و قد تشعب و تفرع كثيراً و أكثر مظاهره السياسة التكفيرية التي تسلط سيفها على رقاب المفكرين .
ثالثاً : سياستا التدجين و التتفيه لدى بعض الحكومات العربية : في الماضي كانت سياسة التدجين هي الرائجة فلا يحق لك أن تقرأ إلا ما تقدمه هذه الحكومة أو تلك .. و لا يحق لك أن تفكر إلا فيما تسمح لك به , لا رأي لك سوى إذا ما وافقت على رأيها .. لكن الآن نلاحظ انتشار سياسة التتفيه و حلولها محل التدجين , ما نوع موبايلك ؟ كم نغمة لديك ؟ ... أي مطربة تفضل ؟ ما هو آخر " لوك " لفلان ؟ و نلاحظ الاهتمام المتزايد للقنوات الفضائية الحكومية بهذه التفاهات و التي الغرض منها شغل الشباب بها عن السياسة و الاقتصاد و ..
رابعاً : الخوف : هذا ليس سبباً قائماً بذاته لكنه مرتبط بكل ما سبق و بغيره : الخوف من الحكومات - الخوف من السلطة الدينية - الخوف من المجتمع و نظرته المتخلفة المرتبطة بعادات و تقاليد قديمة أو بخرافات و شعوذات -
هذه مجموعة أسباب في رأيي أنها أساسية ... إذا كان لديكم أسباب أخرى أو مظاهر لهذه الحالة أرجو ذكرها في ردود على الموضوع ... و سأذكر في رد لاحق الحلول التي أراها مناسبة .